الثلاثاء، 30 أبريل 2013

اغدر كما شئت

سيدي وحبيبي ورفيق دربي.. لقد عرفتك وفيا أمينا مخلصا عفيفا.. لهذا أحببتك بكل مشاعري.. بل عشقتك بكل جوارحي.. رأيت فيك فارسا شجاعا تتضاءل أمامه صناديد الرجال.. رأيت فيك جبلا شامخا ألوذ به من عوادي الزمان.. حسبت قلبك صخرة صماء تتكسر عليها سهام العاشقات القاتلة ، وعيون الحسناوات الفاتنة!

ولكن ما هي إلا أيام معدودات حتى تبددت أحلامي وانهارت آمالي ، وسقطت الأقنعة ، وانكشف المستور ، وتبين أن فارس أحلامي ما هو إلا بطل من ورق.. سيفه من خشب.. أما ملاذي الآمن فلم يكن إلا جبل من جليد انهار مع شروق يوم جديد ، وأما صخرة قلبك التي كنت أعول عليها أن تصد عنك صواريخ العيون الحوراء والعيون الزرقاء.. كنت آمل أن تتهاوى على أطرافها فتن الخدود الحسان وحواجب الشيطان.. فقد اتضح أنها مجرد عجينة لينة هينة تستطيع
اخـتـراقـها العيون الحولاء وحتى العمياء..

علمت هذا من أول غدرة لك.. تناما إلى ذهني ومسمعي مكانها وزمانها وجميع تفاصيلها ، فكانت بمثابة طعنة نجلاء أصابت مكمن حبي وعشقي وثقتي وحلمي.. انغرزت في سويداء قلبي.. حيث كنت ملكا متوجا على عرش مشاعري وأحاسيسي وجميع جوارحي..

سيدي لن أتوسل إليك الوفاء والإخلاص بعد هذا ، فمن كان طبعه الغدر والخيانة لن تجدي معه التوسلات ، ( فاغدر كما شئت لا أرجوك مرحمة إنا إلى الله يوم الحشر نحتكم ).. افعل ما يحلو لك من الغدر والخيانة والظلم، فلن تضر إلا نفسك ولن تجني إلا عليها..

ولك أن تطمئن أنني لن أحاسبك ولن أأنبك ولن أغار عليك ، ولن أتخلى عنك ، فقط عليك أن تعطر وتطهر مظهرك الخارجي قبل أن تجلس أمامي ، أما باطنك الذي يعج برائحة الغدر والخيانة فلن يؤذي إلا نفسك الخبيثة ، ولن تشمه إلا روحك القذرة ، ولن يزكم إلا أنفك العفنة ، فمظهرك لي وباطنك لك!

أما أنا فسأبقى محلقة في سماء الفضيلة متوشحة برداء العزة والكرامة ، متمسكة بأهداب الدين الحنيف ، سأبقى كما عهدني ربي صوامة قوامة ، سأظل وفية مخلصة أمينة ، وكيف لي أن أنتقم منك في ديني وطهري وعفافي وشرفي.. كيف لي أن أغدر بك وقد أسكنتك في قلبي بجوار ربي وأمي وأبي ، ولربي المثل الأعلى ، فلك أن تطمئن على أن قلبي سيظل غافلا ساهيا لاهيا عما سواك من البشر ، ليس لأنني فقط أحبك ولكن لأني أحب الله ، وأحب نفسي وأسرتي قبل أن أحبك..

ولا تظن أنني غافلة عن أفعالك المشينة فكل شيء فيك ينطق بالغدر والخيانة.. ابتداء من رائحة العاشقات الخبيثة المنبعثة من فيك ومن ثيابك ، ومرورا بعيونك الزائغة ، وانتهاء بأناملك المرتعشة!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنصب لكل غادر لواءً يوم القيامة فيقال:
هذه غدرة فلان.

من مآسي العنقاء
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق